Wednesday, August 5, 2009

السينما المستقلّة

كنت في مشوار ما .. وشفت واحد صاحبي بقالي كتير ماشفتوش .. وكان معاه واحد صاحبه .. وبعد السلامات والأحضانات - قبل انتشار انفلونزا الخنازير- لقيت صاحب
صاحبي بيعرّفني بنفسه وبيقول .. فلان الفلاني .. مخرج مستقل
!!!
اندهشت نفس الاندهاش اللي اندهشته زمان لما سمعت - ولأول مرّه - واحد بيعرفني بنفسه
وبيقول انه صحفي معارض .. حسيت انه هايجي يوم الاقي واحد بيعرفني بنفسه ويقول فلان
!!!! الفلاني .. محامي شريف
والإندهاش ده سببه ان أي مهنة في الدنيا بتكون قائمة على الشرف وعلى استقلالية الفكر , يعني مثلا لو واحد مخرج بيصنع أفلام او أي ميديا .. لازم يكون ليه فكره الخاص المستقل بيه عن أي فكر .. سواءًا كان فكر المنتج أو فكر الممثل النجم .. وده لأن المخرج - أولا وآخيرا - هو سيد العمل الفني

وبيعتقد البعض ان السينما المستقلة وليدة ظروف القهر والقمع والضغوط الفكرية الحالية .. لكن الحقيقة إن السينما المستقلة موجوده من زمان .. من بداية السينما تقريبا .. لكن بعد الحروب العالمية الأولى والتانية .. اكتشفت الحكومات إن الإعلام سلاح قوي , وبالتالي قرروا إنهم يسيطروا عليه إنتاجيا لتسييس فكر القائمين على العمل لخدمة آراؤهم وأفكارهم .. ودي كانت البداية لوجود كيانات كان كل همها هو التربح من وراء العمل الفني .. ومش مهم أي قيمة فكرية يتم تقديمها

البعض بيقول ان السينما المستقلة او المخرج المستقل مش شرط يبحث عن التربح المادي من
أعماله .. وكفاية عليه التربح الفكري في إنه عرض وجهة نظره - و ده من نفس منطق الفن لا يُكيّل بالبتنجان - والبعض الآخر بيقول إن أي مخرج .. انسان عايز يكسب من
العمل اللي بيعمله أو المهنة اللي بيمتهنها .. وده من منطق .. مافيش حد بيقف جمب حد
!!! الأيام دي يا والدي
وبالتالي ده هياخدنا لمنطقة تانيه .. واللي هي .. هل كل الأفلام ذات الانتاج المستقل .. كانت بتعيب على النظام الحاكم .. ولا في أفلام كانت بتعبر عن فكر أو قصة ما !!؟؟

كيفن كوستنر كان أول واحد أسمع عنه زمان وإنه لجأ لشركة بسيطه ومستقلة لإنتاج فيلمه الراقص مع الذئاب .. وده لأن الشركات الهوليودية الضخمة .. رفضت إنتاج الفيلم لاعتقادها إن الجمهور مش بيحب النوعية دي من الأفلام .. لكن نجاح الفيلم وحصوله على مجموعة جوائز في مهرجان الأوسكار .. جعل الشركات اللي رفضت انتاج الفيلم تندم وتعض صوابعها .. وتجري ورا كوستنر عشان ينتجوله أعماله بعد كده

على نفس القياس كان فيلم سوو واللي نزل بالاسم التجاري المنشار .. في حين انه المقصود من الاسم ده الفعل الماضي رأى أو نظر أو شاف .. لأن سوو هي التصريف الماضي للفعل سي أو يرى أو ينظر أو يشوف يعني , واعذروني اني ماعرفتش اكتب اسم الفيلم بالجريجي عشان كل ما اكتبه تتلخبط الحاجات .. واليمين يبقى شمال والشمال يبقى يمين .. ولازم يتكتب الاسم في سطر لوحده .. عموما اسم الفيلم هو
Saw
المهم .. الفيلم ده اصلا كان فيلم روائي قصير .. وبعدها المخرج والمؤلف حبّو يفردوا القصه ويعملوه فيلم روائي طويل .. وقابلتهم صعوبات في إقناع شركات الإنتاج , خاصة إنه صعب - ويكاد يكون مستحيل - إن شركات الإنتاج تقف جمب اتنين مالهمش خبره كبيره قوي من وجهة نظرهم , ومن هنا قرر جيمس وين مخرج الفيلم و وليج وانيل مؤلف الفيلم .. انهم يعملوا شركة إنتاج سينمائي مستقل .. واللي هي شركة تويستد جروب , وفعلا نفذوا بنفسهم أول جزء .. وبعدين تحولوا لمنتجين لأفلام تانية ولأجزاء تانية من الفيلم

ده بيؤكد انه مش شرط أفلام المخرج المستقل تكون مجرد نقد لنظام وسياسة الحكومات والمجتمع .. وبيخلينا نقول إن أساس المخرج المستقل تقديم فكر كويس بيعبر عن قضية هو مؤمن بيها .. وبالتالي هتوصل للجمهور مهما كانت الصعوبات

السينما المستقلة في مصر كانت مختلفة شوية .. وده لأن البعض أكد على إن بداية السينما المستقلة لازم تكون من خلال تقليل التكاليف .. وده مش هيحصل غير لو لجأنا لاستخدام تكنولوجيا الديجيتال .. وبالتالي كان لازم يبدأ التجربة أو المرحلة دي مخرجين ليهم إسمهم , و ده اللي عملو يسري نصر الله في فيلم المدينة .. خاصة ان الفيلم في حد ذاته كان فيه مجموعة شباب كتير تحولوا لنجوم دلوقتي .. زي باسم سمره و محمد نجاتي و عمرو سعد و أحمد عزمي و بسمه , كمان في تجربة المخرج محمد خان وفيلم كليفتي

الميزه في الديجيتال انه بيفتح منطقه كان بيخاف يقرب منها مخرجين السينما .. لأن تكنيك الكاميرا الديجيتال بيحتاج حالة سينمائية خاصة .. حالة بتلمس الناس وتقرب منهم في المقام الأول والأخير , كمان استخدام الديجيتال ليه مزايا كتير .. زي إعادة التصوير أكتر من مره بدون أن يكون هناك هادر في خام السينما , إضافة على القدرة على تصوير اللقطات الطويلة نسبيا واللي ممكن تتجاوزالتلات دقايق .. وده شبه مستحيل يتعمل في حالة التصوير بخام السينما .. لأن الخام ممكن يتحرق .. والمعلومة دي قريتها في كتاب قديم عن السينما وما اعرفش اذا كانت صح ولا غلط

صغار المخرجين المستقلين أو محبي الفكر السينمائي المستقل حاليا .. بين شقي الرحا , لأن المخرج بعد ما بيعمل فيلمه بيحاول يعرضه على أكبر شريحة من الناس عشان يعرف رأيهم ويقيّموا تجربته .. صحيح في بعض المهرجانات بتساعد على ده .. لكن برضه مش كفاية , والحل من وجهة نظري المضمحلة .. ممكن يكون في إيد رجال الأعمال اللي بيقولوا انهم بيشجعوا الفكر الحر .. وده عن طريق انهم مثلا ياخدوا دار عرض سينمائي - ولنتخيل مثلا سينما القاهرة اللي في شارع عماد الدين وتحولت لخرابه وبيت للخفافيش - ويعرضوا فيها الافلام دي , ولو حسبناها تجاريا هيكون الكل كسبان
المنتج أو رجل الأعمال هيكسب انه بيشتري دار عرض أو ياخد حق العرض فيها بمبلغ معين .. وهياخد أفلام المخرجين المستقليين بمبلغ زهيد جدا لرغبتهم في إن أفلامهم تبان للنور وخلاص .. والتكلفة الحقيقة اللي هيتكلفها المنتج هي في تحويل الأفلام من ديجيتال لسينما , وده ممكن معامل السينما هنا في مصر تعمله - ممكن تقل التكاليف شويه بعد ماتدخل غرفة السينما ووزارة الثقافة والاعلام كشركاء في طبع الفيلم - وبكده يبقى في حالة تنشيط أكتر لصناعة السينما .. خصوصا بعد عزوف معظم المنتجين على الطبع والتحميض في معامل مصر ولجوءهم لمعامل برّه , وبعدين يتم عرض الأفلام في السينما بمبلغ معقول .. وساعتها هيبقى في إقبال من الناس .. لأن الشباب دلوقتي بقى متفتح جدا عن زمان .. وعنده الرغبه في إنه يشوف أفلام جديدة و وجوه جديدة , زي ما حصل مع محمد هنيدي زمان لما الناس كانت زهقت من الممثلين اللي كانوا واخدين السينما فحت و ردم

في طريقة تانيه برضه ممكن تعملها الكيانات الإنتاجية الضخمة والقائمة فعليا .. وإنها تشتري حق عرض الأفلام المستقله وتعرضها بمعرفتها .. زي ما حصل مع المخرج ابراهيم البطوط في عرض فيلمه عين شمس .. اللي كان ممنوع من العرض لأسباب قمة في الروتين

.. المخرج ابراهيم البطوط ليه رأيه في السينما المستقلة واستخدام التكونولجيا الحديثة
التطور التكنولوجي سبقنا وعدّانا بسنين ضوئية , يعني لو جينا قارننا بين حالة السينما المستقلة من عشر ولا خمستاشر سنه فاتوا وبين دلوقتي .. هنلاقي إن ده وهم أو خيال , وده معناه .. إن المسافة بين صانع الفيلم .. والفيلم اللي بيعمله .. قرّبت , وفي نفس الوقت .. المسافة مابين صانع الفيلم .. والاستاذ اللي ممكن يشرحله أو يحط المعلومه في دماغه .. بعدت , خصوصا ان أي حد دلوقتي ممكن يعمل سيرش عالنت على أي حاجه محتاجها في الفيلم اللي بيعمله .. وانا باتكلم عن التكنيك مش على الموهبة , وبكده لو في حد حابب يصنع فيلم بجد .. هيلاقي انه ممكن يستفيد من ده .. أو على الاقل هيقدر يحط رجليه على أول الطريق , وده معناه إن المسئولية بقيت أكبر .. لأن الواحد زمان كان عنده أكتر من ميّه وخمسين حِجه أو عذر .. ممكن تقول مادخلتش معهد السينما .. ما كانش معايا واسطه وما دخلتش .. أو دخلت وبعدين لما جيت أنفذ اللي في دماغي .. المنتج مارضيش يعمل الفكرة اللي قدّمتها , والحجج والأعذار دي كانت بتسمح للواحد انه يقعد عالكرسي من غير ما يعمل حاجه ويعيش دور الضحية .. لكن دلوقتي لأ
دلوقتي ممكن تجيب كاميرا انترنت بعشرين جنيه وتعمل فيلم .. مش معاك ممثلين ارسم صور واعرضها ورا بعض واعمل الاصوات بنفسك .. بعد ما تخلّص الفيلم اعرضه على اليوتيوب .. شوف الفيد باك ورأي الناس اللي بتعمله , يعني مادام في فكرة في دماغك .. ممكن تحققها لو حبيت
.. وعن العقبات التي واجهته في رغبته لصناعة الأفلام بيقول
العقبات اللي بنعيشها .. وبتقابلنا .. موجوده أصلا عشان تدفعنا قُدّام , مش كده وبس .. لأ .. دي كمان بتخلّينا نمسك الحاجه اللي عايزين نعملها من مكان جديد علينا .. وممكن يكون جديد على غيرنا , احنا مش عايشين في منظومة قائمة عالصدفة .. كل حاجه بتحصل في الكون موجوده لسبب معين .. لو فهمنا ده هنقدر نبدع .. وهنقدر نعمل حاجات كتير .. حتى لو مش في السينما
-
.. على الناحية التانيه بيقول شادي خطاب .. مؤسس وصاحب فكرة سينما دريم
سينما دريم هي حلم .. تعبنا عشان نحققه .. ودلوقتي ابتدينا نشوف نتايجه .. حتى لو كانت بشكل بسيط , الفكرة باختصار اننا كلنا بنحب السينما .. في ناس بتحب تكتب .. ناس بتحب تصوّر .. تعمل مونتاج .. تمثل .. كلنا مع بعض لو ساعدنا بعض هنعمل حاجه , يعني تقدر تقول مجموعة من الناس اتفقوا بينهم وبين بعض .. انهم يعملوا شركة انتاج من غير أرباح ماديه .. أرباحنا هي تحقيق حلمنا
سينما دريم فكرة بدأت من حوالي سنتين , كنت بادئها لوحدي .. شوية بشوية ابتدى ناس ينضموا للحلم .. ناس فنانين حابين فنهم .. زي الصحفية ياسمين السبع , و احمد نبيل في هندسة الصوت .. و محمد علي كمساعد مخرج
عملنا لغاية دلوقتي تلات أفلام .. فيلم هوووس وهو مأخوذ عن رباعية لـ صلاح جاهين , وفيلم ورد القرافة بطولة مازن امام و باسم الرفاعي و محمود رسمي و سوزان .. قصة مراد ماهر ومونتاج سمر الشيخ وتصوير حسام حبيب وإخراجي .. والفيلم دخل مهرجان المُهر العربي في دبي
وحاليا في أكتر من فيلم في مراحل المونتاج زي فيلم الملعوب , وبنجهز لفيلم عملية ترقيع اللي بيتكلم عن الشباب بس بطريقة جديدة وبتناول مش مطروق .. وبيني وبينك .. سياسي
.. ولما سألت شادي إيه أكبر مشكله بتقابلكم في سينما دريم .. ابتسم وقال
المشكلة الرئيسية عندنا هي الانتاج .. احنا آه عندنا حاجات عايزين نقدمها .. لكن برضه محتاجين انتاج يساندنا ولو بشكل بسيط .. خاصة اننا ابتدينا الأول وعندنا حالة حماس عاليه قوي .. ابتدت تقل تدريجيا , لكن بالرغم من كل الظروف اللي عانينا منها .. قدرنا نعمل فيلمين في سنتين ونجهز لمجموعة أفلام تانية , صحيح كان نفسي سينما دريم تتعرف بشكل أوسع وأشمل .. ويحصل تجاوب بين كل محبين السينما وبيننا .. لكن ده هايحصل طول ما احنا بنشتغل واحنا حابين الموضوع .. اصله خلاص .. طاعون ومسك فينا .. ومش قادرين نسيبه
----
عالم السينما مش مجرد ممثل ولا ممثله .. عالم السينما بيقوم في الأول على الفكر .. والفكر بيقوم على الاستقلالية , بس اللي أهم من استقلالية الفكر .. إنه يكون فكر راقي .. ونضيف

ملحوظه
.. اكتشفت انه فعلا وبجد .. مافيش احسن من الاستقلال
.. الواحد يقول رأيه وقت ماهو عايز .. وفي المدونة بتاعته وعلى مزاجه
!!! ولا يتحكم فيه حد .. ولا محتد

سوووو
 
سينماتك - Templates para novo blogger