دائما ما كانت الهويّة المصرية الحديثة .. موضوع بياكل نافوخي , ودائما كنت باستغرب واندهش على اللي حصل في مصر من أيام السينما الأبيض واسود .. لغاية السينما في عصرنا الحالي
وبالتالي كان لازم اتحمس للموضوع ده بمجرد ما احدى الصديقات طلبت مني أساعدها في موضوع البحث الخاص بدراستها في الكلية .. وموضوع البحث عبارة عن مناقشة لدور السينما المصرية وتأثيره على الهوية المصرية
وفعلا .. رحبت بالفكرة ووافقت أساعدها .. و لقيتها بعتت ايميل فيه كميّة أسئلة .. كل سؤال فيهم محتاج موضوع لوحده .. ولكن هي عايزه إجابة باختصار , وقلت لروحي طب ليه ما اعملش الحوار ده هنا .. وبالمره نتكلم كلنا مع بعض .. و الفايده تعُمّ عالكل
!! بسم الله .. يا مُليّن
-
ما هى أهمية السينما المصرية , وما دورها نحو المجتمع المصري موضوع البحث ؟
هدف السينما الأساسي .. خلق حالة إمتاع عند الجمهور , ويمكن أن يكون ذلك من خلال طرح فكرة ما .. ومعالجتها بأسلوب واقعي ساخر مثلا .. أو بأسلوب واقعي اجتماعي صريح بعيد عن الكوميديا , أي أنه يمكن العرض بهدف الإمتاع فقط .. أو بهدف طرح مشكلة أو موضوع بحيادية
والبعض يقول أن السينما المصرية منذ بدأت وحتى الآن .. في حالة من عدم الاستقرار , ومنطقهم في ذلك .. سيطرة جهات لها مصالح حكومية على السينما عقب نكسة سبعة وستين .. وتنفيذ مجموعة أفلام أشبه بأفلام البورنو .. لتخدير الشعب ؛ واستمرت هذه الجهات في السيطرة لوقتنا الحالي
ولكن ذلك لا يمنع من وجود بعض الكيانات الإنتاجية .. التي تحارب لتقديم فن راقي .. يُساهم في رفع مستوى فكر الجمهور
-
هل للسينما تأثير على المجتمع , أم ان تأثيرها يكون للتسلية فقط ؟
بالطبع لها تأثير .. فعندما يكون مُعظم ما يشاهده الجمهور البسيط .. مجموعة مشاهد ساذجة دون قيمة فكرية .. سيتحول المشاهد لشخص بليد غير قادر على التفكير بشكل إيجابي , وأبسط مثال على ذلك .. حادثة التحرش الشهيرة بوسط البلد .. والتي حدثت بعد أن قام مطرب أفراح و راقصة بالغناء و الرقص أمام إحدى دور العرض السينمائي .. لجلب الجمهور , ولسوء الحظ .. كان ذلك في فترة العيد .. و كان معظم الجمهور من الفئة المراهقة .. كما كان معظمهم من أصحاب الحِرَف والذين يعملون باليومية ؛ فخلق بداخلهم رغبة في الانفجار من الكبت الجنسي المخزون .. من كثرة مشاهدة الفيديو كليبات - الأشبه بالبورنو كليب - المعروضة على مختلف قنوات الأغاني الفضائية
-
من وجهة نظرك .. ما هى أكثر الأفلام - فى الآونة الأخيرة - التى تمثل الواقعية .. أو تعكس صورة المجتمع المصرى ؟
أكثر فيلم عبّر عن واقعية "العشوائيات" في مصر .. بأسلوب فني راقي .. كان فيلم الغابة للمخرج أحمد عاطف , أما عن عكس صورة عامة لمصر الحديثة .. فللأسف .. لم أشاهد أي فيلم يرقى لذلك مؤخرا
-
هل للرقابة دور مهم في السينما المصرية , أم أن وجود الرقيب يعوق تقدمها ؟؟
للرقابة دور في مختلف دول العالم .. ولكن المعايير الرقابية هنا في مصر مختلفة , وللأسف تحوّل دور الرقيب لمجرد مراقب لمجموعة مشاهد وألفاظ .. يمكن استبدالها برمزية دون أن تُخل بالواقع الدرامي , وذلك لأن المباشرة في تناول الحدث - من وجهة نظري - قصور في الإبداع
-
لو تم إلغاء الرقابة على السينما .. هل من الممكن أن يسبب ذلك خطورة على المجتمع ؟؟
في بادئ الأمر قد يسبب خطورة .. ولكن شيئا فشيئا .. سوف يبدأ الناس بالشعور بكمية الأمراض التي سيطرت على المجتمع .. ويُنكر حدوثها ولا يعترف بها ؛ بشرط أن يتم التنوع في الدراما المُقدّمة للجمهور .. وألا تقتصر على مشاهد إباحية فقط , لأنه حينها ومع وجود الظروف الحالية التي تقلل من فرص الزواج في سن معتدلة .. قد يبتدع الشباب عادات وتقاليد تخالف العقل والدين
-
في حالة عقد مقارنة بين ثلاثية المخرج خالد يوسف ( حين ميسرة , دكان شحاته , كلمني شكرا ) , وبين أفلام ( عين شمس , الغابة , حلم اسطبل عنتر ) .. لماذا اختلف كل فريق في تناول الموضوع بالرغم من أن المناطق المستهدفة كانت واكدة ؟؟
عندما يشعر الإنسان بالمرض .. يجب عليه الاعتراف بمرضه قبل أن يتأهب للعلاج , ويختلف أسلوب وسلوك كل شخص عن الآخر في الاعتراف بمرضه .. فهناك من يعتمد على الصراخ بصوت عالي .. وهناك من يذهب للطبيب لكي يعالجه في صمت ؛ وهذا هو سبب الاختلاف
فالمخرج خالد يوسف يعتمد على عنصر الصوت العالي في جذب أكبر شريحة من الجمهور لمشاهدة سلبيات المجتمع .. والصوت العالي عنده يكون من خلال مشاهد ساخنة مباشرة .. لو تم حذفها والترميز إليها كما كان يفعل أستاذه يوسف شاهين .. لكان ذلك أكثر قيمة وفنا , بينما في باقي الأفلام المذكورة .. كان الاعتراف بالسلبيات في المجتمع من خلال الأسلوب الفني .. الذي نحتاج إليه أكثر من المباشرة .. لكون ذلك سوف يُعمل العقل البشري .. ويجعل التفكير في الإصلاح نابعا من الأفراد نفسهم
إضافة إلى نقطة مهمة جدا .. و هي أن الفن يبقى في ذاكرة البشر ؛ بينما المشاهد الساخنه تُنسى .. بمجرد مشاهدة أي كليب ساخن .. وما أكثرها هذه الأيام !!؟
-
المُحرّمات ثلاثة ( الدين , الجنس , السياسة ) .. لماذا تحوّلت كل القضايا التي تتعلق بالجنس - فقط - من مُحرّمات إلى مُباحات .. سواءا في السينما التجارية أو المستقلة !؟
لأنه أسهلهم في التناول , فالدين يحتاج إلى فكر حر وإعمال قوي للعقل .. سواءًا كان عقل الكاتب أو المُخرج أو المشاهد .. وهذا صعب في وقتنا الحالي نتيجة الإرهاب الفكري الذي مازال في ذاكرة المجتمع , ومثال ذلك .. محاولة اغتيال الكاتب الراحل "نجيب محفوظ" عند كتابته لرواية "أولاد حارتنا" .. أو اغتيال المفكر "فرج فودة" بالفعل .. أو التهديد باغتيال الممثل "عادل امام" عقب فيلم "الإرهابي" , وبالتالي يخشى الجميع أن يتكلم في هذه النقطة .. لا لشيء سوى للخوف مما قد يحدث لهم .. كما قد حدث بالفعل لغيرهم
أما السياسة .. فهي أفيون الشعوب , إذا تم الحديث عن السياسة بشكل أساسي في عمل درامي أو فيلم سينمائي .. سوف يتعرض جميع العاملين فيه للنقد و لما هو أكثر من النقد .. بل إن العمل السينمائي نفسه قد لا يشاهده الجمهور نتيجة اعتراض الرقابة المُسيّسة عليه , ولأن صانعي الفيلم يكون هدفهم الأساسي هو عرض تجربتهم وعملهم الفني .. فبالتالي لا يريدون لما صنعوه أن يُحجب عن النور
أما الجنس .. فهو طريقة سهلة للتخدير , وقد يُرجعنا هذا للتساؤل عن صحة منطق اللذين قالوا ان النظام الحاكم قد لجأ للسينما الجنسية عقب نكسة حرب سبعة وستين .. وبالتالي فهو طريق معتاد عليه في النكسات .. ونحن حاليا - للأسف - في أعظم نكسات العصر
-----
كانت دي اجتهاداتي في إجابة الأسئلة اللي جاتني من الصديقة اللي طلبت مساعدتي
.. ولو في حد عنده رأي آخر أو عايز يقول حاجه - حتى لو كانت مُخالفة لوجهة نظري - يتفضل يقول
!!! وهنيالك يا فاعل الخير والثواب عند الله
سوووو